العلاج النفسي

العلاج النفسي

• ما هو العلاج النفسي ؟

• أهداف العلاج النفسي

• أنواع العلاج النفسي

الحياه حاله عامه ومعقده، لا يمكن تجزئتها الا بشكل مصطنع، وتصبح هذه التجزئة مطلوبة عندما نريد معرفة كيفية تاثر المجموع بغياب أو تبدل وظيفة أو جزء منه، وينطبق هذا بشكل واضح في الطب على ما نسمية بالمرض. يمكن وصف وظائف الكائن الحي السليمة عموما بانها في حالة توازن ديناميكي، حيث هناك دوما عملية تكيف مع الظروف المتغيرة والمحيط الذي يعيش فيه ذلك الكائن.

يعمل الانسان بشكل يدل على انه يعرف أهدافه، ويحدد الخيارات الممكن تحقيقها، ويختار عادة الوسائل الملائمة سواء لتكوينه النفسي(الذات) أو لمحيطه، وعليه اذا اردنا فهم ما يحدث يجب أن نتحدث عن الظروف والمؤثرات.

ان اضطراب الوظيفة يكون نتيجة اضطراب التوازن النفسي والمحيطي، وهذا ليس معناه وجوب حساب جميع الظروف لكل حالة، حيث ان هناك عناصر تبدو هي الاكثر تاثيرا ومسؤولية عن غيرها. كما أنه يجب العمل على تحديد الجانب الايجابي عند دراسة أي اضطراب مما يتطلب التركيز على الجزء الصحيح من المجموع.

ما هو العلاج النفسي ؟

يعتمد الافراد لضمان استقرار حياتي ونفسي على العلاقات بين بعضهم البعض ويتجلى ذلك عند تعرض أحدهم الى خطر أو تهديد للصحة البدنية أو النفسية، حيث يلجا الى الاخرين طالبا النجدة والمساعدة.

المساعدة النفسية قد تكون على شكل نصائح واسناد معنوي، ويقوم بذلك عادة أفراد العائلة أو الاصدقاء المقربين، في حين أن العلاج النفسي هو وسيلة علمية لابداء المساعدة، ويختلف عن الاسناد العائلي بما يلي:

1. المعالج النفساني شخص مؤهل علميا ومتدرب خصيصا للقيام بهذه المهمة.

2. نشاط المعالج النفساني يكون وفق سياقات منظمة، واستنادا الى نظريات علمية محددة، يتم بواسطتها فهم معاناة المريض ومصدرها وبالتالي ايجاد الطرق الملائمة للتعامل معها.

ويختلف العلاج النفسي عن العلاج الدوائي أو الجراحي بكونه يعتمد أساسا على معاني الاتصال الرمزية بينه وبين المريض، أي أن الاهتمام يكون بمحتوى الاعراض المرضية ومدلولاتها بالنسبة لحياة المريض.

ويمكن تعريف العلاج النفسي بأنه : يتضمن جميع الوسائل النفسية المستخدمة لفحص ومعالجة الاضطرابات النفسية والعقلية، وكذلك الامراض العضوية ذات المنشأ النفسي، واعادة بناء الشخصية وتاهيلها سواء اكان العلاج فرديا أو يتناول مجموعة من المرضى بآن واحد.

مارس الانسان القديم العلاج النفسي لعلاج الامراض الجسمية منها والنفسية، وكان يعتبر ان سبب الامراض هو قوى خارقة او شريرة قادرة على التسلط والتاثير على الانسان والحاق الاذى به، ومن هنا برز مفهوم العلاج بالسحر ووسائل اخرى، غايتها اما ارضاء تلك القوى او الارواح الشريرة من خلال القراءات والتعاويذ والنذور والصلاه او من خلال جعل المكان الذى تسكنه تلك الارواح (اي جسم المريض) غير ملائم لها عن طريق التجويع او الضرب او احداث الجروح في جسم المريض او الاسهال، ومن المؤسف حقا وجود هذه المعتقدات حتى الان لدى بعض الناس.

أهداف العلاج النفسي

يهدف العلاج النفسي بمختلف انواعه الى تمكين الفرد من اشباع الرغبات (بشكل مقبول) ومن خلال تصحيح السلوك الخاطئ للتكيف او السلوك غير السوي عموما، والعمل على تقليل التوترات، وبنفس الوقت المساعدة على قبول المساوئ المحتومه في الحياه، ويمكن تحديد الاهداف بما يلي:

1. العمل على استعادة الفرد لقدراته، وتمكينة من الاداء الافضل فرديا واجتماعيا.

2. اعادة الثقة بالنفس.

3. العمل على جعل الفرد مستبصرا بواقعه.

4. العمل على تكيف افضل للانسان.

5. الوقاية من اية انتكاسه او اضطرابات نفسية مستقبلية وكذلك منع التدهور او الحاجة لدخول المستشفى.

انواع العلاج النفسي

تعددت مدارس العلاج النفسي خلال القرن الماضى بشكل كبير ، بغض النظر عن المدرسة المعتمده بالعلاج.

هناك عدة انواع من العلاج النفسي:-

1. العلاج النفسي التحليلي: ترجع بدايات العلاج النفسي التحليلي الى نظريات و اعمال العالم فرويد( 1856-1939) والى مدرسته المعروفه بالتحليل النفسي, حيث ركزت بشكل أساسي على محتويات اللاشعور, باعتبار ان لها دور مباشر في سلوك الانسان, واعتبر فرويد ان للأب دورا مهما في التكوين النفسي, ومن هنا ظهرت مدارس عدسده تختلف بشكل أو بآخر عن نظرية فرويد, ومن تلك النظريات المهمة نظرية النفسانيه ميلاني كلاين, التي اهتمت بعلاقة الانسان بالآخرين والتي هي نتاج لعلاقة الطفل مع الأم, باعتبار المصدر الأول والأساسي للرعاية و التعامل مع الوليد ومن ثم علاقته مع المحيط, واعتبرت كلاين ان الطفل يمر بمراحل نفسيه متعدده, تتأثر بشكل مهم بالمؤثرات المحيطيه و الوضع النفسي لمصدر الرعايه( الأم او بديلتها ), واستنادا الى ذلك يكون العلاج بتصحيح العلاقة مع المحيط, عن طريق فهم وتحليل المراحل التي يمر بها المريض من خلال علاقته مع المعالج.

ويكون العلاج النفسي التحليلي على شكل جلسات نفسيه بمعدل ( 1-2 ) جلسه أسبوعيا, ويستغرق وقت كل جلسه بين ( 20-50 ) دقيقه اعتمادا على حالة المريض وتقدير المعالج, ويستمر العلاج النفسي لفترات مختلفه الا ان المعدل المناسب هو ( 9-12) شهر.

2. العلاج السلوكي: يشمل العلاج السلوكي تطبيق نظريات التعلم, ويهتم هذا العلاج بدراسة المريض من الخارج, على اعتبار ان المرض هو سلوك خاطىء تعلمه الفرد. و يكون المعالج عادة توجيهي اكثر من تحليلي, ويتم الاتفاق مع المريض على برنامج علاجي لفترة زمنيه محدده, وتستخدم في هذا النوع من العلاج أكثر من طريقه مثل ازالة التحسس و الاسترخاء والعلاج المنفر.

3. العلاج الجمعي ( الجماعي ): يتضمن العلاج النفسي لمجموعة من المرضى في وقت واحد ( عادة 6-12 مريض ), ويمتاز هذا العلاج بتوفير الوقت, والقدرة على فهم بعض الحالات خصوصا للمرضى غير المتعاونين في العلاج الفردي.

4. العلاج العائلي: يتضمن اشراك أفراد العائله بالعلاج, ويعتبر مناسبا لمعالجة المشكلات العائلية, وكذلك الاضطرابات السلوكية عند الأطفال.

5. العلاج الاسنادي: وهو من الطرق العلاجيه النفسية الشائعه, غايته تحقيق التوازن النفسي للمريض, ولا يتضمن البحث عن محتويات اللاشعور.

6. العلاج الجنسي: يهتم هذا العلاج بمعالجة المشكلات و الاضطرابتا الجنسيه.

7. العلاج النفسي للأطفال.

8. أنواع أخرى: مثل العلاج بالموسيقى, والعلاج الزواجي و غيرها.

في الختام لا بد من الاشارة الى وجود بعض المفاهيم الخاطئة التي تخص النظرة للعلاج النفسي والمرضى النفسيين عند البعض والتي يمكن تلخيصها بما يلي:

1. اعتبار المرض النفسي او المعاناة النفسية ضعف في الشخصيه و انتقاص من شأن عائلة المريض.

2. الاعتقاد بأن الأدوية النفسية عباره عن ( مخدرات ), وليست علاجا.

3. الاعتقاد بأن العلاج النفسي يختص فقط بعلاج الحالات العقلية ولا علاقة له بالمعاناة او المشاكل الشخصية او العائلية او الجنسية او الاجتماعية او المهنية او الدراسية.

4. الاعتقاد بأن الحالات النفسية هي بسبب( السحر ) او ( الجن ) او ( الشيطان ).

ان المفاهيم المذكوره آنفا هي انعكاس للجهل بفهم الانسان و النفس, و نقص في الثقافه الصحيه و النفسيه. ان الجهاز النفسي حاله حال اي جهاز آخر في الجسم عرضة للاصابة بالاضطراب او المرض, كما ان سلوك الانسان هو انعكاس لعوامل داخليه و عضويه و محيطيه, وأي اضطراب في هذا السلوك بحاجة الى استشارة علميه صحيحه, كما ان المعاناة لصاحبها هي معضله, بغض النظر عن رأي الآخرين بالنظرة لها, اضافة الى ان المعاناة النفسية سواء كانت ذاتيه تخص الشخص نفسه او مرتبطه بالمهنة او العائلة او المجتمع, اذا لم يتم معالجتها مبكرا ستؤدي الى مضاعفات صحيه جسميه و أخرى محيطيه.

ان العلاج النفسي هو الدواء لكافة أنواع الاضطرابات النفسيه, والسلوكيه و كذلك المشاكل العائليه او الدراسيه او النهنيه او الجنسيه في حالة الفشل قي التعامل معها, كما ان الأدويه التي يوصفها الطبيب النقسي ليست ( مخدرات ) او تسبب الادمان, حيث ان النفساني هو الذي يعالج حالات الادمان سواء كانت الادمان الكحولي او الادمان على استخدام العقاقير او المخدرات.